الشرق الأوسط والعالمعام

 اعتقالات واسعة في فرنسا استهدفت المئات

قرر رئيس فرنسا، إيمانويل ماكرون، تقديم مشاركته في قمة أوروبية في بروكسل يوم الجمعة، والعودة إلى باريس للمشاركة في اجتماع خلية الأزمة الوزارية. تم اتخاذ هذا القرار بعد تصاعد أعمال الشغب في فرنسا ليلة بعد ليلة بعد مقتل مراهق على يد شرطي تم توجيه تهمة القتل العمد إليه –  اعتقالات واسعة في فرنسا استهدفت المئات.

منذ صباح يوم الجمعة، شملت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن عددًا من الوزراء وأعربت عن استياءها في تغريدة تدين ما وصفته بأفعال غير مقبولة وغير مبررة.

قُدم ردٌ على سؤالٍ في مؤتمرٍ صحفيٍ بشأن احتمالية فرض حالة الطوارئ. أجاب بورن بأنهم يدرسون جميع الاحتمالات، ومنحوا الأولوية لاستعادة النظام الجمهوري في كل الأراضي الفرنسية.

وصرح مصدر مقرب من ماكرون أن الرئيس يعتزم فرض إجراءات أمنية يوم الجمعة “دون قيود”، مما يعني أن الحكومة تنوي اتخاذ تدابير أكثر صرامة.

أكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن يوم الجمعة أن الحكومة تدرس جميع الخيارات الممكنة لإعادة النظام في فرنسا، بما في ذلك فرض حالة الطوارئ.

في الجمعة، طلبت الأمم المتحدة من فرنسا أن تعالج مسائل العنصرية والتمييز العرقي في قوات الأمن.

وفيما يتعلق بمشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن، قالت رافينا شمداساني، المُتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، “حان وقت معالجة هذا البلد لهذه المشاكل بجدية”.

أعمال الشغب:

هزت أعمال الشغب التي شملت تدمير مباني الإدارات العامة وسرقة الممتلكات وحوادث تصادم متفرقة مدنًا عديدة في منطقة باريس ليلة الخميس إلى الجمعة، بعد أن تم توجيه تهمة القتل العمد واحتجاز الشرطي.

وأفادت وزارة الداخلية الفرنسية يوم الجمعة بأن 249 من رجال الشرطة والدرك تعرضوا للإصابة في أعمال الشغب التي وقعت في الليل بين الخميس والجمعة.

وذكر المصدر نفسه أن الحكومة نشرت أربعون ألف عنصر أمني في جميع أنحاء الأراضي الفرنسية، بما فيهم خمسة آلاف في العاصمة باريس.

وفقًا لما أعلنه وزير الداخلية الفرنسية جيرالد دارمانان، تم توقيف 667 شخصًا ليلاً، بينما لا تزال الاضطرابات مستمرة لليلة الثالثة على التوالي، وقد شملت هذه الاضطرابات أعمال نهب وتخريب للممتلكات العامة.

صرح دارمانان عبر تويتر قائلاً “في هذه الليلة، لقد تصدى رجال الشرطة والدرك والإطفاء مرة أخرى ببسالة لأعمال عنيفة. وفقًا لتوجيهاتي المتشددة، تم اعتقال ٦٦٧ شخصًا”.

السلطات نشرت 40 ألف عنصر من قوات الأمن على كامل الأراضي الفرنسية مصدر الصورة،  AFP

تم نشر 40 ألف عنصر من قوات الأمن في جميع أنحاء الأراضي الفرنسية.

أعرب الشرطي الذي قام بإطلاق النار على نائل صباح الثلاثاء عن اعتذاره لأسرة الصبي.

وقد وجهت السلطات تهمة القتل العمد للشرطي، وهو يتم توقيفه حاليا.

وصرح لوران فرانك لينارد، المحامي المكلف بالدفاع عن الشرطي المتهم، بأنه يعتبر موكله “يتعرض لانهيار نفسي”، وأنه “ليس من العادة بالنسبة له أن يستيقظ في الصباح ليسعى لقتل الأشخاص”.

وأكمل قائلاً: “كان أول جملة أطلقها على الأسرة (عذراً)، وآخر جملة قالها لهم كانت (عذراً)”.

أفاد لينارد أن موكله تعرض لصدمة كبيرة نتيجة لقوة الفيديو.

شرطي قام بإطلاق النار على فتى يبلغ من العمر 17 عاماً، يُدعى نائل م.، أثناء قيادته لسيارته من مسافة قريبة.

خريطة الاحتجاجات
احتجاجات فرنسا

في مدينة تولوز

قامت الشرطة بالقبض على حوالي 20 شخصًا، أما في مرسيليا، فقد تم اعتقال حوالي 12 شخصًا. بالنسبة لمدينة باريس، أفادت صحيفة “لوموند” بأن الشرطة اعتقلت حوالي 40 شخصًا.

في مدينة نانتير، حيث وقعت جريمة قتل الصبي، نشبت حريق كبير في الطابق الأول من مبنى يستخدمه أحد البنوك.

تم إيقاف خدمات الحافلات والترام في باريس في الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي (19:00 بتوقيت غرينتش) تحسبًا لاحتمال وقوع المزيد من أعمال العنف. كما أعلنت بعض الضواحي حظر التجول ليلاً.

وتعطلت خدمات النقل في مدينتي ليل وتور.

وأعربت إليزابيث بورن، رئيسة الحكومة الفرنسية، عن فهمها للمشاعر المتعاطفة مع وفاة الصبي، ولكنها نددت بأعمال الشغب.

وقالت: “لا شيء يبرر العنف الذي حدث”.

احتجاجات فرنسا
تم نشر حوالي 40 ألف شرطي في مختلف أنحاء فرنسا للسعي إلى السيطرة على الفوضى.

أثارت وفاة الفتى نقاشًا واسعًا حول قوة الشرطة والعلاقة بين السلطات وسكان الضواحي الفرنسية، الذين يشعرون بالعزلة عن مراكز المدن المزدهرة في البلاد.

وفقًا للمحامي ياسين بزرو، في مقابلة مع برنامج “نيوز آور” في بي بي سي، يوجد لدينا في فرنسا قانون ونظام قضائي يسعى لحماية رجال الشرطة ويؤدي إلى تشجيع ثقافة عدم تحميلهم المسؤولية والافلات من العقاب.

ومع ذلك، أفادت والدة نائل بأنها لا تحمّل الأمن عمومًا أو النظام مسؤولية قتل ابنها، بل الشرطي الذي أطلق النار الذي أودى بحياة ابنها.

قال المشتبه به الشرطي أنه أطلق الرصاص لأنه شعر بتهديد لحياته، وقال محاميه لإذاعة “آر تي إل” الفرنسية أن موكله أطلق النار “بناءً على الامتثال الكامل للقانون”.

في أعقاب مقتل صبي في باريس على يد رجل الشرطة

اندلعت احتجاجات في فرنسا تخللها أعمال شغب وتمت القبض على عدد من المحتجين.

يبدو أن الاضطرابات لم تقتصر فقط على فرنسا، بل تأثرت الاحتجاجات أيضًا بالعاصمة البلجيكية بروكسل.

وفقًا لقناة “آر تي بي إف” الفرنسية، قامت الشرطة بتوقيف أكثر من 15 فردًا في وسط المدينة بعد أن قام المتظاهرون بإشعال حرائق.

وفي المؤتمر الصحفي، أكد مُتحدث باسم شرطة بروكسل أنه تم إصدار دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي في بلجيكا ليتم تنظيم احتجاجات تأييدًا للمتظاهرين الفرنسيين.

وأثارت موجة الشغب التي نشبت بعد مقتل العديد من الأشخاص في فرنسا ذكرى أحداث عام 2005 التي شهدتها البلاد، عندما تعرض مراهقان (زياد بينا البالغ من العمر 17 عامًا، وبونا تراوري البالغ من العمر 15 عامًا) للصعق الكهربائي أثناء محاولتهما الهروب من الشرطة بعد انتهاء مباراة كرة القدم. حيث لجأ المراهقان إلى محطة كهرباء فرعية في ضاحية باريس المعروفة باسم كليشي سو بوا.

زر الذهاب إلى الأعلى